عن المعجم
مقدمة الرئيس الأعلى للمشروع
مقدمة رئيس اتحاد المجامع
مقدمة المدير العلمى
مقدمة المدير التنفيذى
المشاركون
المنهج

مقدمة الرئيس الأعلى للمشروع

الشارقة ١٥ من ذي الحجة ١٤٤٢ ه الموافق لـ ٢٥ يوليو ٢٠٢١م.

مقدّمة المعجم التاريخي للغة العربيّة

كلمة الدكتور سلطان بن محمد القاسمي

الرّئيس التنفيذي لمشروع المعجم التاريخي للغة العربيّة

بسم الله الرّحمن الرّحيم، الحمدُ لله الذي بنعمته تتمُّ الصّالحات، وتتحقّقُ الغايات، وتُقضى الحاجات، والصّلاة والسّلام على أشرف خلق الله، المبعوث رحمةً للعالمين، وسراجا منيرا للسّائرين، وهاديا مُرشدًا للمستبصرين، وبعد، فهنيئا للعرب بهذا الإنجاز العظيم، وهنيئا للنّاطقين بالضّاد في كل مكان بالمعجم التاريخي الذي يؤرّخ للغة العربيّة الضاربة في أعماق التّاريخ. لقد طال انتظارُه، ومضت أعوامٌ بل عقودٌ ومُحبّو لغة الضاد وعاشقوها ينتظرون أن تُشرقَ شمسُ المعجم التاريخي للغة العربيّة، واليوم وبعد جهود بذلها المخلصون من أبناء العربيّة من العلماء والباحثين والأكاديميّين في المجامع اللغوية تحت راية اتّحاد المجامع، ها نحنُ أولاء نشهدُ باكورة العمل وميلاد المعجم العملاق الذي سيفتح أبوابا للباحثين وطلاب العلم الذين يبحثون وينقّبون عن تاريخ الألفاظ والكلمات. غنيٌّ عن البيان أن أقرّر في هذه المقدّمة الموجزة أنّ العربيّة من أوسع اللغات العالميّة بل هي أوسعها، وأثراها وأخصبُها، وأجملُها وأبهاها، وفيها من الخصائص والمميّزات ما يجعلها تتربّعُ على عرش اللغات العالميّة. وخدمتُها واجبٌ بل دَيْنٌ في رقابنا. ومنذ اهتمامي بعلم التاريخ والآثار والتّراجم ودراسة الحضارات والعناية بالتّوثيق، انقدح في ذهني أنّه من الضرورة الحتميّة أن يكون للعرب معجمٌ تاريخيّ يُؤرّخ لجميع ألفاظ اللغة منذ نشأتها الأولى إلى العصر الحديث، وقد سألت أهل الاختصاص، وأُخبِرْتُ أنَّ محاولات كثيرة شرع فيها أصحابُها ولم تُؤت ثمراتها نظرا لأسباب وعوامل مختلفة أهمّها ضخامة التّراث العربي، والتّكلفة المادّيّة الباهظة، وحجم المشروع الذي يمتدُّ من الفترة التي تسبق العصر الإسلامي منذ قبائل عاد وثمود ولغات أهل جديس وطسم وحمير، مرورا بأشعار الجاهليّة، إلى بزوغ شمس الإسلام وتوالي العصور الإسلاميّة الزّاهرة وصولا إلى العصر الحديث.إنّي مؤمنٌ بأنّ مشروع المعجم التاريخي هو حُلم الأمّة العربيّة الأكبر، ومشروعها الأعظم، وحامل ذاكرتها الجماعيّة، وديوانُ ألفاظها وسِجِلُّ أشعارها وأخبارها، وحامل مخرجات ومنتجات أبنائها وبناتها، وهو ضرورة لغويّة وحضاريّة وتاريخية. وإنجازه سيُحدث حركة عظيمة في ميدان الكتابة والتأليف والإبداع الأدبي والإنتاج الشعري، وسيعود بالعربيّة إلى أمجادها، ويبعث فيها الحيويّة والحركة من جديد، وإن كانت العربيّة لم تمت ولن تموت لارتباطها بوحي السماء.

وبحكم تخصّصي في دراسة التاريخ، كنت ولا أزال أُدرك عظمة هذا المشروع وسَعَتَه وحجمه الكبير، وتأثيره في إحياء اللغة الفصيحة، وخدمة أبنائها، والحفاظ على ذاكرتها الثقافيّة، وقلتُ في نفسي: ما لا يتمُّ الواجب إلا به فهو واجب، وعزمت عزما أكيدا أن أعمل على إخراج هذا المشروع ليرى النور بتوفيق الله وعونه مهما اقتضى من جهد، واستغرق من وقت، وكلّف من أموال؛ لأنّ العربيّة دَيْنٌ في رقابنا جميعا، وخدمتها واجبٌ، ونشرها بين النّاس شرَفٌ، وإذا تنكّرنا لها نحن فمَن ذا يخدمها؟ ومن ذا يذودُ عن حماها؟ والحمد لله الذي بفضله وبمعونته وتأييده تتمّ الصالحات، وها نحن نرى أنوار المعجم التاريخي تُشرق اليوم على أبناء الأمّة العربيّة تحت مظلّة اتّحاد المجامع اللغوية العربية العلميّة، وأغتنم هذه الفرصة لأوجّه شكري الخالص، وتقديري لجميع العاملين والباحثين والمُحرّرين والخبراء المراجعين الذين اجتهدوا وخطّطوا وواصلوا الليالي بالأيّام تحريرا وتدقيقا وتنقيحا لهذا العمل الجليل، وفي مقدّمتهم علماء الاتّحاد ورؤساء المجامع الذين بذلوا الغالي والنّفيس من أوقاتهم تخطيطا وتنظيرا وإشرافا علميا على معجم العربيّة الأكبر، كما لا يفوتني أن أوجّه شكري لجميع أبنائي وبناتي من العاملين في مجمع اللغة العربية بالشارقة الذين نالوا شرف النّهوض بتبعات التنسيق والإشراف والإدارة والتنفيذ لهذا المشروع العظيم.

وأبارك للأمّة العربيّة والإسلاميّة في مشارق الأرض ومغاربها بهذا الإنجاز المتميّز، ونحن اليوم نرى باكورة الأجزاء الأولى منه، وأسأل الله العليّ القدير أن يوفّقنا جميعا لإكمال هذا العمل وإتمامه على أحسن وجه وإخراجه بأبهى ثوب. هذا، وعلى الله قصدُ السبيل، وإنّا لواثقون بعون ربّنا وتوفيقه أنّ إنجاز هذا المشروع سيكون إضافة نوعيّة في حقل المعاجم العربية، وسيجدُ فيه الدارسون مبتغاهم، وسيعودُ إليه المثقفون والمتخصّصون ينهلون من التاريخ الحيّ والنصوص الأدبيّة والشعريّة والنّثريّة للغتنا المجيدة العتيقة الفصيحة الجميلة، وهذا عُشرُ معشار ما يجبُ علينا أن نقدّمه للغة الضاد التي شرّفها الله تعالى بالقرآن الكريم.

ودعوتي إلى أبناء الأمّة من المعاصرين والأجيال القادمة أن يعودوا إلى اللسان العربي الفصيح السليم، وأن يُعْنَوا بهذه اللغة العظيمة؛ فإنّ اللغة ليست وسيلة للحديث اليومي فقط، وإنّما هي وسيلةٌ للتعبير، وأداة للتأثير، وجسرٌ للتواصل، وميدانٌ للإبداع، وسجلُّ الأمّة الذي يحفظ تاريخها، ويؤرّخ لأمجادها وأيّامها، ويُثبّتُ مُقوّمات الهويّة العربيّة الإسلاميّة في نفوس أبنائها.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سياسات الخصوصية

جميع الحقوق محفوظة @ مجمع اللغة العربية بالشارقة | حكومة الشارقة 2025 .

Google PlayApp Store